"هبة " هو اسم أحاول أن أكونه لكل من أحب

الثلاثاء، 7 مايو 2013

محاولة لكتابة قصة

إننى لا أملك صبرا طويلا على القراءة ولا أجيد اختيار الكتب مثلما أختار الكلمات لذا أتّبع طريقه فى القراءة كلما ينتهى من كتاب اقرأه أولا قبل أن يحدثنى عنه ....




كدت التسق بالأريكة التى تسكن طرف الغرفة وأنا أقرأ كتابا وصفه لى بأنه ممتع وجذاب "لم يكن مخطئا"فأنا أنهمك فى القراءة ويسحرنى الكتاب .

وهو جالس على طرف السرير كعادته منهمكا فى قراءة قبل النوم ...
ينتبه إلى سكونى هنالك واستغراقى فى القراءة ..يتعجب ..ويشرد قليلا ..ثم يعود ليكمل قراءته ...على مهل..يقرأ سطورا قليلة ثم يلتفت إليا دون  أن
أشعر به فيجدنى أكثر سكونا على غير العادة واستغراقا فى القراءة ..
يغلق الكتاب ويقصد تنبيهى بنبرة صوته العالية ..

_سأنام الآن.




يقولها وهو يطفئ المصباح المجاور له ...أنتبه لذلك وانسحب من الغرفة بغير صوت سوى مفتاح مصباح الأريكة الذى أكمل ظلام الغرفة .




ارتكن إلى أريكتى الأخرى بجوار النافذة ارشف ما بقى من فنجان قهوته واستكمل القراءة 

مع آخر سطر فى الكتاب اذكر أنه قضى ليلة كاملة لينتهى من قراءة هذه الصفحات الستمائة ..
أخذت أتأمل السماء شديدة السواد قليلة النجوم رائعة المنظر ..لم يمر وقتا طويلا منذ أن خرجت من الغرفة فأغلقت الكتاب وتسللت إليها واستغرقت فى النوم 
دون أن يشعر بى .

كان بديهيا أن يستيقظ على صوت بائع الحليب ...لم يكن قد نام طويلا ولكن كان قسطا كافيا بالنسبة له 
خرج بكتابه من الغرفة واشترى ما نحتاج من الحليب ثم حاول صنع فنجان قهوته الذى لا يجيد صنعه مثلما يحب أن يشرب ..ولكنه يجيد التكيف مع ما يصنع بيديه .

يتجه إلى كرسيه ومنضدته الصغيرة إلى جانب النافذة ويفتح الشيش سامحا للهواء والنور أن يتسللا إليه .
يستكمل رحلته مع الكتاب فلم يشعر بالوقت إذ كان عقله أكثر نشاطا وتركيزامن البارحة  وزال عنه الصبح غبار الإرهاق والتعب..
استطاع ان ينتهى من الكتاب فى وقت قياسى فطواه جانبا ثم احضر نوتته الصغيرة ليسترجع ما دونه أثناء القراءة ..ومحاولا بلورة فكرته الأخيرة والكبيرة ولكنها تستوقفه ربما لم يكتمل المعنى أو لم تسعفه الكلمات ..يشرد بعينيه إلى سماء زرقاء صافية تم بقترب من النافذة محاولا استنشاق النسيم وملا طفا عبثا لستائرها الحريرية البيضاء 
كانت الشمس قد ملأت المكان بنورها ..ولا أدرى لماذا تذكره الشمس بى ؟
يلتفت إلى الغرفة ويأتى إليا ..
يلتف ذراعه حول خصرى محاولا اجتذابى بقوة وحنان وهو يشتم رائحتى غارقا فيها بل أنه يغرق فى عمق الفكرة المسيطرة عليه يحاول ان يحتضننى بقوة ..ودون أن أفتح عينى استدير ليحتوينى بل يغرقنى فى احضانه وأنا أعلم أنه يحاول أن يحتوى فكرته أن يغرقها فى أعماقه ليخرج من الغرق فى أعماقها ..اشعر بحيرته فى أصابعه الباحثة عنها فى خصلات شعرى بكف مضطرب على وجهى وأخرى تحاول البحث على شفتى وفوق ملامحى .. 
لا أحاول أن أفتح عينى لكى لا يرى المرأة فتهرب الفكرة ..
بعد لحظات ..
_"حبيبتى ..اشتقت إليك ..هيا إلى الصبح لاح "

تلك هى الجملة التى أنتظرها لكى أفتح عينى لأرى الحياة نابضة فى عيونه كبستان أخضر باهى فى أيام الربيع..أوكفتاة جميلة ترقص فى ليلة زفافها إلى الحبيب ..كنور الصبح الدافئ المبهج 
حينها أفتح عينى وأنا أعلم أن الكلمات فى عقله كالفراشات تتسابق باحثة عن السطور ...اقبّل كفيه وأنا أشتم فيها رائحة الشوق إلى الأوراق والأقلام وفنجان القهوة الذى يحب وأجيد صنعه كما يحب ..
_صباح الشوق 
آقولها وأنا اتنفس العشق صبرا وهو ينسحب إلى أوراقه مبتسما ..
"كم هو مرهق أن تعشقى رجلا مفكرا ".  

  

ليست هناك تعليقات: