"هبة " هو اسم أحاول أن أكونه لكل من أحب

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

قد نفترق

لحظة الفراق ...هى لحظة حاسمة ,قاسمة ,كاسرة
لا أقوى دائما على تحملها أو الصمود فى وجه عواصفها المدمرة ...
لذا تلك اللحظة تترك فى نفسى أعظم الاثر وأطيب العطر إذا ما أثبتت قوتى وقدرتى على الصمود إذ أننى لا أشعر بضيق منها لو رأيت فى نفسى "إبتسامة "لا شك أنها حزينة وبائسة ؛ولكنها تعبر عن قدر من الرضا والصبر .
القرار الصعب هو الذى لا يفرضه علينا القدر وإنما يتركنا لإتخاذه بأنفسنا وتحمل كل عواقبه ..ولكن كم نبدو مبدعين ونحن نتخذ قرارنا بأخلاق ودودة ورقة رائعة ودمعة لا مفر منها .
لا استدل على قوتى تلك إلا حينما أجدنى بعدها أبحث عن الحياة عن البسمات عن" الله "ملجأى ومأواى .لا أنتظر موتا ولا أتمناه لأنتهى من العذاب أو الألم القاهر للروح والمرهق للجسد ..بل والمحرق للقلب أيضا .
هنا كم أشعر بسعادة ربما يقتلها الألم ولكنها دائما ما تذكرنى أننى أقوى .وطاقتى أكبر .
لا أذكر أننى وجدت هذا الشعور فى نفسى سوى مرتين ..الأخيرة ..فراق الروح ونبض القلب ونور العين ومنية النفس و,,.........

وأما الأولى  :
وقتما أتخذت قرار بترك أول مدرسة عملت بها بعد مرور ثلاث سنوات من العمل مع فريق رائع من الزملاء إذ كان أهم ما يميزنا هو أقترابنا فى العمر ؛ذلك الذى جعلنا أكثر قدرة على التفاهم برغم أختلافاتنا فى أساليب الفكر ..
ثلاث سنوات كانت مليئة بالذكريات الطيبة والجميلة وأيضا بعض أختلافات تعّلمنا منها جميعا الكثير مما ترك بأنفسنا بصمات لا ننساها أبدا ...حينها كانت الإدارة المتمثلة فى شخصين "هداهم الله ". تسعى جاهدة فى تكدير صفو حياتنا العملية  والتى فشلوا فى اختراقها وتعكيرها .وربما كنت أنا الاكثر مشاغبة بالنسبة لهم .
 لذا كان أمامى خيارين لاثالث لهما .
:إما أن "أربط الحمار مطرح مايقول صاحبه "لأختار زملائى وحياتنا التى خلقناها بيننا لتجعل كل منا يخرج من بيته وهو يشعر أنه ذاهب إلى بيته الأخر .الذى يمتلئ بروح تعينه على أداء عمله بنشاط وجدارة ..تلك الروح التى أشاد بها كل من تعاملوا معها بل وأدهشت البعض أحيانا ..
:وإما أن أختار الفراق ..برغم الألم وبرغم كل ما يمكن أن ألاقيه فى مكان آخر بعضه كان معلوما بالنسبة لى والأكثر كنت أجهله .بطبيعة سنى وخبرتى ....
كان إختيارى الثانى هو الأجدى بالنسبة لى وأعترف أننى لم أصادف روح كتلك التى خلقناها سويا فى ذلك المكان الذى أعتز به كثيرا برغم بساطته وعيوبه ....كم أفتقدهم حتى الأن بعد مرور مايقرب من عامين كم أسعد بسماع أصواتهم وأمتن لمشاعرهم الطيبة تجاهى ..وأتمنى لو جمعنا الله فى مكانى الجديد :)
القرار لم يكن سهلا ولكننى حينها قلت لنفسى أن الحياة إلى زوال وأن الفراق هو نهاية كل الدروب .وأن علينا أن نفترق ونحن فوق قمة الحب .لتبقى لنا الذكرى وبعض الحنين .وأننا قد نفترق ولكننا نبقى هنالك فى القلوب فلا نمّل أن نبحث دائما عن الحياة .

أعترف بأننى أجتهدت كثيرا لكى أستجّمع قوتى وجرأتى التى تؤهلنى على الخروج من عالم أصبحت أعلمه جيدا بكل تفاصيله وأجيد التعامل معه إلى عالم أكبر وشخصيات أكثر تعقيدا ..ولكننى أدركت أن الخوف من الموت لا يوقفه عند الباب متجنبا الدخول إلينا ..وأن الفرسان إن يسقطوا من فوق الخيول أشرف من أن يحجموا عن ركوبها .
بالنسبة لى كانت مغامرة غير محسوبة ولكنها أكدت أن أكتشاف العوالم من حولنا أفضل من الصومعات التى نخلقها لنختبأ فيها متوهمين أننا بذلك آمنين من الشرور .
الحمد لله الذى ما أورثنى الندم ..بل أضاء فى قلبى نور شمس  لم أكن أعرفه .لأننى ما قصدت إلاه .
يا ربى أنر دربى ..فأنا أبحث عن الحياة ...فأرزقنى حياة ترضاها وهون عليا فراق الأحبة .وداوى بفضلك كسر القلوب .


هناك 3 تعليقات:

رضوى عادل شديد يقول...

وأن الفرسان إن يسقطوا من فوق الخيول أشرف من أن يحجموا عن ركوبها .
تسلم أيدك يا هبة. أحب هذه النوعية من الكتابات التى تطلعنى على تجارب الأخرين فى الحياة تلك التجارب المليئة بالمشاعر تنير لى فى مواقف قد اتعرض لمثلها

هبة رفعت يقول...

نوّرتى المدونة يارضوى بجد
أنا سعيدة جدا بيكى وبكلامك ..
:)
ربنا يخليلى تشجيعك لية يارب :)

Shaimaa Mshmsh يقول...

تسلم ايدك ياهبة بجد كلام جميل جدا عاوزة اقولك انى اتعرضت لنفس موقفك بالظببببط فى شغلى وبرضه فى التدريس واتصرفت نفس تصرفك وحسبتها زيك وربنا عوضنى بصحبة جميلة جدا دلوقتى بس مش زى الصحبة الاولى وبحن لاصحابى جدااا بس زى ماقلتى اننا لازم نكتشف الجديد .........ربنا يكرمك ويعوضك خير عن كل سوء